Tuesday, December 26, 2017

اشتهاء الانتماء 1

تراصت الحجارة
ليس لها من مفر
ليس للعابر عندها مستقر
يركض الطفل القروي ناحية القناة
ينظر في وحشية للطين الأسود
قبضة من بذور يلقيها في المياه
يقتل الغد وحلم لها بالحياة
الحجارة يلقيها الواحد تلو الآخر
يشتعل الماء بؤرة من خطر
كأنها قطعة من سقر
عليها نور فوق نار
تنبيء بالمطر
لكنه يترك الفتى ينتظر
ويجف ماء النبع 
يصبح اليوم هو الأمس 
والغد جدب منتظر
قاتل مستتر
يصنع من الحجارة بيتا 
ثم عند حافة النهر يجلس
يفكر 
من يبتاع عقلا مستعر
طفل وقاتل
أسفل النهر يلتقيان
عيناهما برزخان 
يتبادلان عقليهما 
ويعدو الطفل يبحث عن ضحية
ويجلس القاتل يبحث عن بذرة في قلب الماء
تنبت شيئا مثله يوما حين كان قاتلا مستتر
#اشتهاء_الانتماء

اشتهاء الانتماء 2


يخرج الذئب من مخبئه
يبحث عن أنثى الأيل
تتراقص رؤية ضبابية سرابية من حوله
العينان مثبتتان
والشمس حارقة
تخرج بعض سهام مارقة
نحو الأيائل في مخبئها
يتعجب الذئب ويهرب نحو الكهف
يشتهي اللحم لكنه لا ينتمي سوى للخوف
للبشر رائحة مميزة
الذئب القوي يكره البشر
حين يكسو اقترابهم رائحة بارود أطلق وانتشر
يصبح حينها في مخبئه
فراءا وخوفا
وعذابا منتظر
لكنه الجني
يقبع في رعب من عينيه
يقرأ موتا في كفيه
يخضع عبدا
يخضع ذلا
لكن الذئب الجائع لا يشبعه الجن
ويعود يراود أنثى الأيل
يكتب شعرا في عينيها
يصرخ يحلم أن ينتمي إليها
ويموت الحلم
على رائحة البارود البشري
#اشتهاء_الانتماء
#مشهد2

اشتهاء الانتماء 3

يدعونه مروان
وله في المروءة صولجان
والفتاة
تلك العذراء البيضاء الغيداء
ذات الجيد الوردي
تدعى مروة
لا تعلم أن جمالها ثروة
لكن الوالد يعلم
الوالد يشتهي الأموال
ومروة تشتهي مروءة مروان
الوالد يرفض مروان
"ابتعد بعيدا
وانتمي لشيء آخر"
يضحك مروان بصوت ساخر
ينتظر جميلته ذات الجيد 
تبتعد بعيدا نحو أبيها في منزلهم
تشتهي أمانا 
تخشي ويلات ووعيد
يقترب العاشق منها
يقتنص القبلات حثيثا
يخرج والدها..تخشاه
تتملص بين يدي الثائر
لكن.. يصبح هذا الجيد العاشق بين يديه
فوق اللحم الوردي تغوص أصابعه
وتغوص
تغوص
لحظات ويصير الجيد إليه
أما الروح
تنطلق إلى بارئها
وبعينيها- هذي المروة
لا شيء..
سوى نظرة
تخبره بأني
"أنتمي إليك"
#اشتهاء_الانتماء
#مشهد3

اشتهاء الانتماء 4

هنالك في ركن قصي من مشتل جديد
تزهو في حقل عن الأسفلت ليس ببعيد, 
زهرة برية وحيدة
في إصيص موضوع بعناية في قلب الحقل,
نسمات الهواء تجرها نحو التربة السوداء في ذات الحقل,
تحلم بالغرس الدائم وتقيم لذلك حفل
تبتعد بعينيها, يغدو الطين بعيدا جدا
تبدأ في رؤية الأسفلت
ثم سيارة سوداء
ثم رائحة غبار مختلف
ثم تجلس صامتة في شرفة منزل
وتعود بعينيها الآن تتساءل
ماذا قد حل بإصيص السرخس؟
وبأية شرفة يجلس؟
#اشتهاء_الانتماء
#مشهد4
#كريمة_الشريف

اشتهاء الانتماء.5

النوارس تخبرني بأنها تختلف كثيرا عن طيور اللقلق
ربما لأنني اعتدت رؤية الطيور المحلية المهاجرة
لا يعلمون بأن "عصفور الجنينة" هو أروع ما عشقت
لكن ربما لا يليق بألق الكتابة
يوما ما ستذكرني تلك النوارس الغريبة
بأنني كذبت فلم أراها
بل كتبت عن رائحة البحر أيضا
وأنا لم أحبها يوما
غريبون هم قاطني المدن الساحلية
كيف يتحملون تساؤلات البحر كل يوم؟
كيف يتحملون شهقة الموج في أعينهم؟
وهل يعرفون النوارس حقا؟
ولماذا أحبهم جدا؟
هناك ربما بينهم وبين الملح عهدا قويا
وانا أحترم الملح قاهر الشياطين
السكون يعتريني الآن
عام مضى يلقي أحمالا فوق كتفي
ويخبرني بأن هذا ما صنعت يداك
فهل يكذب العام؟
كيف يتمزق الجسد أجزاءا متصارعة؟
بل كيف يحمل كل هذه الدماء والأحشاء والأفكار والمشاعر وربما بعض الفيروسات اللعينة؟
كيف له ألا ينوء الآن ؟
النوارس طالما سكنت الحلم لكنها لا تعرف طريقا لي ولا أعرفها
ربما تشكلت جزءا من تعويذة تسكن الأحشاء أيضا
لا زلت ألتجيء لهدأة النهر وأكره رائحة البحر وأصادق أبناء السواحل
ربما في عيونهم العميقة شيئ يشي بسر النوارس
أو تكدس الأفكار
أو قوة الملح
ما زلت أعشق "عصفور الجنينة"
هذا الطائر المحلي المهاجر
وأتذكر نظراته في عيوني
وأشعر نحوه بالانتماء
ما زلت لألوانك أنتمي طائري " أبي الفصاد"
ولو اشتهيت ألق النوارس,

Wednesday, December 20, 2017

رحلة

في رحلة أخوضها نحوي
مبعثرة أرواح على الطرقات
مبتور صوت يأتي من رحم الماضي يسقط في رحم الآت
ويخصب يوما قادم
احتمالات التشوه قائمة
لا شيء مؤكد
الشك رفيقي الأوحد
وصديقي بأس لا أعرف من أين يطاردني
أو كيف يقاوم جوعا للنوم وللسكنى في قلب الذات
كثيرة هي المقاهي
تضج بالهدوء
والرواد نائمون
ربما أنهم يحلمون
موشاة أحلامهم بحروف لغات مختلفة
لا تتجمع أبدا
لكنها ترسم أشكالا شبقة
لا تعرف طرقا للالتحام
فتعاود تتبعثر
يتبخر منها صوت الأحلام
وبقايا من كلمات كانت ستكون جميلة
في جيبي لا أحمل شيئا
لكنه وقتي يحملني
نحو الطرق الوعرة
قدماي تراودان الطريق
"هيت لك"
قالت..والطريق لم يستعصم
ألملم أطراف المدى
ثوبا
ربما أستطيع اجتياز البحر يوما
أو أكون كلمة صالحة للفهم
من لغات عدة
أحدث معجزة قبل نهاية الرحلة
وربما..لا أقدر

Monday, December 18, 2017

في العام الماضي

في العام الماضي
ماتت أشياء عدة
وتراصت أخرى
طفلا كنت صغيرا
أحلم بالشمس بكفي 
والقمر يزين شعري
ألعب في وقت فراغي
وأصاحب نجما ذ نور طاغ
أضحك من قلبي
وأراوغ خزني
في العام الماضي
وحدي كنت بعيدا
وخيالك مر بظلى
صرت الآن بلا ظل
وبلا صوت يأسرني
وبلا موت يقتلني
في العام الماضي
كان هنالك منذ بدايته
وتلاشى
شبحا يلعنه وجده
في ركن مني يسكن وحده
وتلاشى العام بطيئا في سرعة
حتى أصبح شغفي بدعة
تتراقص فوق شفاه اليوم 
لا تعرف متعة
ما عدت اليوم وحيدا مثل العام الماضي
فبقلبي شغف آخر
لا أعرف كنهه
أو اسمه
وبعيني مجهول ساخر
يرمقني برهة
يتركني برهة
العام القادم يطرق بابي
والباب المفتوح يراودني
لكني
ألق بألق صامت
في جب الماضي
وأعود بكفي سجين
يسكن ذاتي
لأعاود رسم الشغف قليلا جدا
لكن
يتساقط شغفي الآتي
في جحر البوح 
ترتسم البسمة فوق شفاهي ساخرة جدا
ماكرة جدا
تسخر من عام آت

وتغادر بسمة عام ماض

Thursday, December 14, 2017

الفرقد

مجهد صوت القطار
مجعد طريقه نحو قرى اللاجئين للحرية
مفردات مكررة فقدت معناها
تتراص فوق مائدة الأمنيات
تلك الرغبات العتيقة بلت
وارتعد ابناؤها في برد الشوارع الخلفية
القطارات فقدت رونقها
لكن ربما وزارة جديدة
تعثر على حل لاعوجاج الطرق
حيث يقبع عندها كلب وحيد
يخر تحت عجلات القطار
فوق القضبان المهجورة
حيث اتخذ مسكنه وظن أنه لن يعود له ذلك الرونق
الفرقد ضائع في السماء
والقطارات أصبحت لا تحمل بوصلة
والسائقون تفانوا في البلادة
وابتساماتهم الساخرة
ما عادت تحمل صدى
لأصوات الراكبين
فالراحلون هم هم
والآتون كذلك
لا يتغير شيء ما
لكننا جميعا ننتظر شيئا يلمع في كبد المساء

البراح-نثريات مرهقة

كل شيء نابض بالموت ناطق بالحياة اسألوا الجاهل يعلم بل بلغوا الحلم ترهات النعاس حين يذكر لحظة مر فيها صوت عبر عقل واستكان يطرق ال...