Thursday, December 22, 2016

شئ من رعب

ما هو الرعب؟
يقولون الخوف القوي....شعور غامض بالرهبة ....الخطر وربما الموت.
ما هي أسبابه؟
يقولون ربما من الأشباح.....الجن.....الأرواح الشريرة.....القتلة......اقتراب الموت.........المجهول الغامض.....الأشرار وأسباب أخرى.
سأحدثكم قليلا عن شئ من رعب وليس كل الرعب. فأنا الرعب ذاته ولا يخيفني غير ذاتي. 
 يقولون أن أسوأ ما بنا يكمن في عقولنا ويحمدون الله أن معظم الناس لا تنفذ كل فكرة تخطر على بالها أو كل صورة تتراءى لها في الخيال. تذكر معي:هل فكرت يوما في ارتكاب جريمة ما أو القيام بعمل غاضب وتخيلته كاملا هل رأيت من تمقتهم ممزقين بيديك ورأيت دماءهم وأشلاءهم ؟ هل رأيتهم يحترقون مثلا ثم عدلت عن ذلك قائلا: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يارب سامحني."؟  هنا يكمن عذابي فأنا لا أعرف إن كان الرب سيسامحني أم لا.
أنا رجل هادئ مسالم وحيد والناس يقولون عني" راجل طيب ف حاله" وتلخص هذه الكلمات حياتي أما عن رعبي الذاتي فلا يعرف عنه أحد. هل خطر ببالك أن مشكلتي أن كل ما أتخيله في عقلي يحدث مثلا؟ أو أنني أفكربالشر فيتجسد؟ حسنا الأمر ليس كذلك تماما فأنا أفعل الشر حقا. أنا صديق للشيطان. لكل منا شيطان يحوم داخل ذاته وأنا إن كنت لا أطيعه كثيرا فنحن متصالحين تماما. كنت دائما ما أردد هذا ولم أخش الجن والشيطان يوما بل كثيرا كنت أسمعهم يحومون داخل منزلي ولا أهتم فكما أخبرتكم أنا رجل وحيد ومن الطبيعي وجود أرواح أو جان معي بالمنزل ولهم كل الحقوق في فعل ما يريدون دون إزعاجي.
لدي ملكة جميلة كنت أحب استخدامها وأتسلى بها أثناء نومي وهي تحويل الحلم أثناء النوم للمسار الذي أريد ولا يهم ما أريد فهو مجرد حلم. اعتدت فعل ذلك يوميا وكنت أستيقظ وأنا سعيد جدا فقد قتلت ومزقت واغتصبت وذبحت دون أن ارتكب ذنوب -فانا رجل مسالم حقا- كما أن الحلم كان في غاية الواقعية المشاعر,الألوان والمتعة. لم أكن أختار هؤلاء ضحايا أحلامي فالحلم يفرض نفسه على وكثير منهم لااعرفهم ولكن أنا أقرر وأختارمسار الحدث وأبدل الحبكة والنهاية. كنت أنا سيد الحلم وسيد القرارولو فكر أحدهم في مواجهتي والانتصار علي أتصرف معه أو أستيقظ فورا. منذ عدة أشهر فوجئت بسلسلة من جرائم تحدث في الشارع الذي أقطن به, في العمل, في الجرائد وفي الكثير من الأماكن التي أرتادها وربما التي لا  أرتادها او اعلم عنها شيئا فأحلامي كانت في كل مكان بالعالم حتى الحروب الطاحنة كان لي دور بها داخل الحلم وكنت أختار الدور بعناية فأنا القائد وأنا القاتل والمشرد للكثيرين. كنت أشعر بالعذاب مع كل خبر وكل مشهد وكل صورة رأيتها من قبل في أحلامي. كرهت النوم. قاطعته. لكنه كان يغلبني كما أنني لم أعد أستطيع التحكم في الحلم مثل قبل صار هذا يتحكم في ويستمر في القتل والذبح والجرائم. ذهبت للعرافين والدجالين والأطباء النفسيين وما تغير الحال. أنا الآن حزين جدا -فأنا رجل مسالم حقا- ولاأعرف كيف يحدث ذلك هل هي تلك الشياطين التي تسكن منزلي؟ أم أنه الشيطان الذي يسكنني وتصالحت معه؟ من يفعل ذلك لا أعرف؟ وهل أستطيع هجر النوم بالكامل لأرتاح؟ لا أقوى على الانتحار وما عدت أستمتع بتلك الأحلام فلماذا كنت أستمتع من قبل؟ هل أنا رجل مسالم حقا؟ فلأتخذ قراري .........ابتلعت علبة المنوم كاملة وأغمضت عيوني وهاأنا الآن أكتب لكم من داخل الجحيم وما زالت أحلامي  وبطولاتي مستمرة. أخرج نفسي أحيانا من الغفوة فأسمع من حولي يرددون كلمات: غيبوبة.....يفيق......حالة ميئوس منها وأعود ثانية لأرتكب الأهوال فادعولي بالشفاء وسامحوني على ما قد يحدث لكم. 

No comments:

Post a Comment

البراح-نثريات مرهقة

كل شيء نابض بالموت ناطق بالحياة اسألوا الجاهل يعلم بل بلغوا الحلم ترهات النعاس حين يذكر لحظة مر فيها صوت عبر عقل واستكان يطرق ال...