Wednesday, November 30, 2016

أنا وصديقي والنفق المظلم

كريمة الشريف 
هو صديقي الصدوق الوحيد منذ كنت طفلاا حتى صرنا الآن سويا نعمل في وظائف بسيطة تدر ما يكفي بالكاد لأعزب ويبقي القليل. لا يمكننا الاستغناء كل منا عن الآخر. كنا اعتدنا البحث عن الكنوز في الجبال والمقابر القديمة واستجلاب الشيوخ والعرافين كنا نحلم بالمال الكثير واعتدنا البحث والبحث لكن لا شئ ظهر. قررنا ذات يوم البحث بأنفسنا وحدنا كان قد أخبرنا الشيخ بأنه لا يستطيع النزول للمكان الذي يشبه النفق المظلم أسفل الجبل فقررت وصديقي المغامرة والنزول. سرنا سويا في الظلام وعندما اعتدناه أضأنا مصابيحنا الصغيرة وبدأنا البحث. لم نجد سوى مفتاح صغير مكتوب عليه كلمة واحدة......... الكنز. استبدت بنا الإثارة وظللنا نبحث ونبحث حتى وجدنا ورقة صغيرة مكتوب عليها: الركض حتى الموت. شعرت برهبة وخوف لكن قال صديقي أن علينا أن نركض.....ركضنا كثيرا باستمرار ثم وجدنا صندوقا كبيرا. استدار لي صديقي ونظر لي في عيوني على ضوء المصباح الخافت....نظراته جمدت أنفاسي. ثم.....ها؟ ماذا تظنون؟ صديقي يقتلني؟ يغدر بي؟ لا لا إنه صديقي الوحيد الصدوق منذ سنوات, أخرجت أنا زجاجة الاسبراي المخدر وبخخت بشدة في وجهه كي أقضي على نظرة الود والسعادة تلك التي ظهرت في عيونه كيلا تثنيني عما جئت من أجله وأجهزت على صديقي الصدوق وخرجت تماما من النفق وتركته مع الصندوق. في صباح مشرق وبعد شهور مرت على اختفائه صرفت مبلغ التأمين الخاص ببوليصة التأمين على الحياة المشتركة بيني وبينه. كان هذا هو الحل الوحيد للفقر الذي عانيته. ها؟ صديقي الصدوق؟ كان هو صديقي فعلا لكنني لم أكن صديقه حقا. ها ؟ المفتاح والورقة والصندوق؟ اه .اه نعم أنا من وضع تلك الأشياء السخيفة داخل النفق المظلم.

Tuesday, November 29, 2016

المنزل الدافئ

المنزل الدافئ
كريمة الشريف
عندما جاء المساء واقتحم الليل فناء المنزل أشفقت عليهم جميعا لم أكن أعلم بمثل هكذا شعور قد يعتريني لكنه حدث. كنت قادما بكامل العزيمة من سفر طويل لزيارة والدي ووالدتي وإخوتي في منزل الأسرة عند الغروب, فوجئت بهما في فناء الدار يحفران بئرا ضخمة لأسفل كنت مشتاقا لهما ولكنني لم أضع الوقت حفرت معهما بكل ما أوتيت من قوة نعم فكيف لا أساعدهما؟ وجدتهما بعد حفر البئر يلقيان بعدة أكياس قمامة سوداء ضخمة به فساعدتهما أيضا وارتحنا سويا فوق البئر.......نظرت لهما وعددت الأكياس واحد اثنان ثلاثة تعجبت ولم أتساءل أين إخوتي الصغارولكن عندما رافقاهم في داخل البئر العميقة كنت متأكدا أن ذلك أفضل لهم جميعا ........كان يوما مرهقا وجاء وقت الاستمتاع داخل المنزل الدافئ.....كان كل شئ رائعا إلا أنني فعلا أشفقت عليهم جميعا....

Thursday, November 24, 2016

قطعة السكاكر

كانت قد قرأت عن كائنات غريبة تشبه السكاكر تم تحضيرها في مختبر كيميائي بواسطة أحد العلماء الشبان ولكنها هربت منه وهي نتاج عدة معادلات كيميائية معقدة والبحث عنها جاريا. لم تصدق هي ذلك بل وسخرت منه وذات مساء كانت تعد لنفسها كوبا من الكاكاو الساخن في ليل شتاء بارد ففوجئت بقطعة ملونة من السكاكر الجيلية داخل علبة الكاكاو وكانت تلك القطعة ذات عيون وفم وأنف صغير باللون الأحمر , التقطتها وتمعنت في النظر لها. شعرت أن القطعة تحادثها لكن دون صوت تخيلت أنها قد جنت وأخبرت زوجها بذلك الذي لم يهتم كثيرا بل وشعر بالملل أخبرته أنها قرأت مقالا يذكر تلك الحبة وأنها تريد تبليغ المختبر بذلك لكنه رفض وطمأنها بأنها حبة سكاكر عادية. فكرت في أن تاكلها لكن هالتها الفكرة فكلما حاولت ذلك حذرتها قطعة السكاكر بصوت تسمعه داخل رأسها فقط. فكرت في التخلص منها ولكنها لم تجرؤ. تركتها مكانها وكانت أحيانا تجدها جالسة بجوارها تطالع معها برنامجها التلفزيوني المفضل أو تقرأ معها كتابا أو تجلس في المطبخ بينما تنهي هي أعمالها ومع الوقت شعرت بألفة معها خاصة وأنها ليست لديها أولاد, كانت تأخذها معها عند الخروج وعند السفر أيضا وكانت إن شعرت بالملل والوحدة تحدثت معها بنفس الطريقة الصامتة التي يمارسونها سويا......لقد أصبحت صديقتها وجميع آرائها ونصائحها كانت مفيدة ومسلية. لاحظت نموها مع الوقت بشكل بسيط وتعودها على المنزل أكثر فأكثر فكانت تجدها مثلا فوق سريرها أحيانا وفوق طاولة الطعام وتارة فوق مكتبها وكانت تنمو بشكل مزعج ولكن ليس بالحد الذي يلاحظه زوجها خاصة وأنه غالبا متغيب عن المنزل ويعمل ليلا كثيرا. ذات مساء راعها أن ترى قطعة السكاكر تلك في دولاب ملابسها وعندما كانت تحاول الاستفسار عن تصرفاتها تلك لم تكن قطعة الساكر تجيب بل التزمت الصمت كثيرا في الآونة الأخيرة مما جعل المرأة تشعر بالنفور منها بل وبرغبة حقيقية في التخلص منها. فكرت وقررت أنها قطعة حلوى جيلية ليس أكثر فماذا لو وضعتها علي النار وسيحتها في إناء؟ وعلى الفور فعلت ذلك ونظرت لقطعة الحلوى داخل الإناء وتوقعت نظرات اللوم والعتاب لكنها وجدتها سعيدة بل في قمة السعادة. لم تهتم المرأة بذلك وأخذت تراها وهي تتحول لسائل وسرعان ما سكبت السائل في حوض المطبخ. في المساء عندما كانت تعد لنفسها كوبا من الكاكاو اللذيذ متمنية بالا رائقا بدون قطعة السكاكر تلك فوجئت المرأة بوجود العديد من قطع السكاكر بألوان مختلفة ووجوه مختلفة تخرج من فتحات حوض المطبخ منتشرة في أرجاء المنزل بل وكانت تخرج من النوافذ للخارج بالمئات ومنها من احتل المنزل ومنها من خرج ورأت صديقتها القديمة وتعرفت عليها وسطهم وأخبرتها بنفس طريقة حديثهم المعهودة..........أشكرك فنحن نتكاثر بالتسخين وقد كنت خجولة من أن اطلب منكي ذلك وحسبت أنك سترفضين حتما لو طلبت لكنك كنت نعم الصديقة. وراحت قطعة السكاكر تلعب مع الأخريات فوق سرير المرأة المذهولة والتي عادت للجريدة حيث قرأت خبر السكاكر يوما ووجدت تحذيرا شديدا من العالم بعدم تسخين تلك القطع ولكنها لم تهتم بتكملة المقال عندما قرأته لأول مرة. 
كريمة الشريف 

Wednesday, November 23, 2016

المرآة

كان ذلك المساء الذي قرر فيه أن يواجه ذاته........المرآة ذلك الوحش الذي يخشاه...يعرف أنه قبيح جدا بالقدر الذي ينفر الجميع منه فهو أحدب ذو وجه أسود قصير القامة غير محدد الملامح زد على ذلك كونه فقيرا جدا بلا تعليم أو ثقافة لكنه يعرف مكمن الخطر إنها تلك المرآة اللعينة كان يرى وجهه كل صباح فيشعر باليأس لكنه لم يستطع مواجهته كثيرا كان يشعر بالوحش الكامن بها وكان يعرف أنها سبب عذابه فمنذ الصغر كلما نظر إلى المرآة كلما ازداد قبحه وفقره فكان يتحاشاها تماما وتخلص من أي وجود لسطح لامع بغرفته المتواضعة لكن المرآة الكبيرة تلك التي ورثها عن والده لا يستطيع تدميرها لكنه القرار حتما يجب أن يقرر ذلك, أحضر فأسا ودمرها هشمها قطعا صغيرة جدا وفي الصباح الباكر وجدوا جثته ملقاة أمام غرفته مهشمة الرأس لقطع صغيرة أما المرآة فكانت تلمع نظيفة جدا جاثمة بجواره وكان إطارها الذهبي لامعا أكثر عن ذي قبل. بعدما قام الجمع بما يلزم من رفع للجثة وإلحاقها بالمشرحة نظر سيد للمرآة وقرر أن يحتفظ بها فهو شاب بسيط مقبل على الزواج ولا يملك مثل تلك المرآة الجميلة وضعها بغرفته والتي كانت بجوار غرفة الأحدب وكان ينظر بها كل يوم مزهوا بجمالها وبجمال صورته الوسيمة بها لكنه لاحظ أخيرا أن ظهره بدأ في التقوس وبشرته البيضاء بدأت في التحول للون الأسمر ثم الأسود ولكنه أعزى ذلك كله لتعبه أثناء البحث عن عمل جديد حيث فقد وظيفته الأخيرة ولكنه كان يصبر نفسه بالنظر للمرآة الجميلة والتي تزداد جمالا يوما بعد يوم. كريمة الشريف

Monday, November 21, 2016

حدث بالفعل

 في عام 1995 انتحر التعس تيري كوتل بضرب نسه بالرصاص على الرأس ولأنه كتب في هويته أنه متبرع بأعضائه فتم التبرع بقلبه لرجل يدعى سوني جراهام يبلغ من العمر 57 عاما وعندما قابل المدعو سوني أرملة تيري وقع علي الفور في حبها وتزوجوا عام 2004 وبعد أربع أعوام حدثت اختلافات بين الزوجين أدت إلى انتحار الزوج بضرب رأسه بالرصاص وتكررت المأساة فهل السبب هو نفس الزوجة أم نفس القلب؟

عم أحمد وحارس المقبرة

بقلم: كريمة الشريف
المكان: أخميم
الزمان: الساعة الواحدة بعد منتصف ليل يناير
الفقر والبرد صديقان لعم أحمد الخفير المسئول عن حراسة المكان لكنه يتنصل منهما بكوب من الشاي الأسود علي الفحم وكوب آخر ويتليه كوب حتى يتسلى بتمضية الليل دون قلق. كان عم أحمد رجلا في الخمسين من العمر تنقل كثيرا طوال حياته في العديد من المهن المرهقة والتي لا يحصل منها سوى على الأجر القليل مثل حارس بناية, عامل تراحيل, عامل بناء وغيرها من تلك المهن التي لا تكاد تغطي قوت اليوم وهنا في هذا المكان الموحش كانت مهنته الأخيرة والتي اضطر لها نظرا لكبر سنه وعدم مقدرته على القيام بالمهن الصعبة التي تتطلب مجهود. كان يعمل حارسا لمقبرة يقال أنها من العصر الفرعوني. مجموعة من علية القوم تأتي يوميا ولكنه لا يعرف أن يحدد هويتهم فهل هم من رجال السلطة أم المال والأعمال أم كلاهما ولم يهتم ولكنه كان مطلوب منه حراسة المقبرة بعد انتهاء العمل منها ليلا. الجبل ليلا قرب أخميم يكون موحشا غامضا يوحي له بأفكار كثيرة هناك الكثير من القصص والحقائق حول أناس تغيرت حياتهم بعد وجود الكنز نعم كان يحلم بالكنز-مثل الكثيرين- وكان أحيانا يخجل من نفسه ولكن ها هم علية القوم يفعلون مثله ويحلمون بالكنوز ......كنوز الفراعين, الذهب حيث لم تهمه الحجارة كثيرا كان يمضي وقته ليلا بالحلم بالذهب فماذا لو وجد هو الذهب وكيف تتغير حياته. نسمات باردة هبت في ظهره نسمات غير عادية شديدة البرودة وكأنها تخرج من ثلج موجهة مباشرة في ظهره بل في داخل أذنه. التفت حوله فلم يجد شيئا تعوذ بالله من الشيطان الرجيم وعاد لأفكاره كان يحلم بالذهب وكيف يمكنه أن يغير حياته, بناته الثلاث وزوجته المسكينة يستطيع أن يقدم لهن السعادة والحياة الرغدة ويزوج بناته على أفضل حال ومن أفضل رجال ويرتاح, نعم كان بحاجة للراحة فكم تعبته الحياة بقسوتها. سمع صوتا يناديه ولكن الصوت يأتي من خلفه-عم أحمد- صوت جهوري قوي صوت قد يكون بشري فلا داع للقلق لملم شجاعته والتفت. تمنى أن تكون قد خدعته عيناه فالذي رآه لم يكن من بني البشر كان بطول ثلاث أمتار ذو سيقان طويلة وكان جالسا خلفه يلتف في عباءة كتانية بيضاء ووجهه أسمر وأصلع تماما. طمأن نفسه وقال ربما هو بشري فارع الطول. لم يجرؤ على الحديث معه. تحدث الرجل قائلا -لا تخف مني- أنا حارس المقبرة مثلك تماما لكنني هنا لأمنعهم من الحصول على الكنز. لم ينطق عم أحمد وكانت يده مطبقة على كوب الشاي فارتشف رشفة سريعة وهرب من عيون الحارس بعيدا كانت عيونه نارية مسلطة عليه تماما. الذهب, نطقها الحارس, هذا ما تريد أليس كذلك. لم يرد عم أحمد. كان جالسا هذا الحارس الغريب ممدا ساقيه أمامه فتحدث قائلا: أراك تخشى مني؟ نعم لست بشريا أنا الجني الحارس لهذا المكان وأصدقك القول أنا أخاف البشر كثيرا وأخشى أنني لن أستطيع الحفاظ على الكنز وحدي فما رأيك بعقد صفقة معي؟ قال عم أحمد أخيرا ماذا تقصد؟ تململ الحارس في جلسته قائلا: أعطيك الذهب وتساعدني في ردم المكان لتضليلهم وإخفاء دليل المقبرة فإن لم أحافظ عليها فسأحترق ..ها ما رأيك؟ لم يرد عم أحمد لكنه الحلم هاهو يتحقق فلم يرفض؟ هل يخاف من الجني أن يخلف وعوده؟ فهو لن يخسر شئ. هز رأسه موافقا فقال له الحارس: تعال تفضل سأزيح لك الباب الموصد بفعلي والذي لا يعرفون فتحه بدون الاتفاق معي وأنا أبغضهم أما أنت فرجل طيب مسكين سأفتحه لك. قام بحركة من يده فانشق باب تحت قدميهما وبرزت درجات حجرية نازلة لأسفل. دعاه قائلا تفضل وخذ من الذهب ما تريد. نزل عم أحمد لأسفل وهاله ما رأى لقد تحقق الحلم الذهب الكثير من التماثيل الذهبية الصغيرة والحلي والمجوهرات والقدور الذهبية كما تمدد الفرعون الرهيب في تابوته الذهبي الملون مهيبا لا يكاد يهزه ريح. تجول كثيرا في المكان ونسي كل شئ إلا الذهب فراح يتأمل كثيرا ويسرح بخياله في البيت الجديد والسعادة وكان يمسك بيديه ما تقع عيناه عليه حتى يتحقق له أنه لا يحلم ولا يهذي وفي شده انبهاره لم يلحظ أن باب المقبرة يغلق عليهما إلا بعد سماع صوت إغلاق باب فتلفت من حوله وجد الحارس بعيدا فسأله لم أغلقت الباب؟ رد الحارس: قلت لك أنا أخشى بنو البشر ولكن لاأخشاك فأنت رجل طيب ويمكنك أن تصبح صديقا لي تواسيني في وحدتي هنا ويمكننا معا العمل على إخفاء دلائل المقبرة وتضليل هؤلاء اللصوص وها أنت قد حصلت على الذهب فتمتع به. عرف عم أحمد أنها النهاية فجلس بين القدور والحلي والتماثيل الذهبية فلا شئ لديه الآن سوى التمتع بمنظر الذهب.
في الصباح الباكر جاءت مجموعة الحفر مع بعض الرجال من علية القوم ووجدوا ردما هائلا فوق دليل المكان وبعد ذلك انهال عليهم عددا من الحجارة الضخمة قاتلا احد العمال فشعروا بنذير شؤم وقرروا التوقف عن العمل في المكان حيث يبدو أنه لا وجود لمقبرة حقيقية أو كنز وتعجبو من اختفاء عم أحمد هذا الرجل المجنون والذي لم يبحث عنه أحد بعد ذلك فقد عللت بناته وزوجته اختفائه بالهرب من مسئوليات الحياة. 

البراح-نثريات مرهقة

كل شيء نابض بالموت ناطق بالحياة اسألوا الجاهل يعلم بل بلغوا الحلم ترهات النعاس حين يذكر لحظة مر فيها صوت عبر عقل واستكان يطرق ال...