Wednesday, November 23, 2016

المرآة

كان ذلك المساء الذي قرر فيه أن يواجه ذاته........المرآة ذلك الوحش الذي يخشاه...يعرف أنه قبيح جدا بالقدر الذي ينفر الجميع منه فهو أحدب ذو وجه أسود قصير القامة غير محدد الملامح زد على ذلك كونه فقيرا جدا بلا تعليم أو ثقافة لكنه يعرف مكمن الخطر إنها تلك المرآة اللعينة كان يرى وجهه كل صباح فيشعر باليأس لكنه لم يستطع مواجهته كثيرا كان يشعر بالوحش الكامن بها وكان يعرف أنها سبب عذابه فمنذ الصغر كلما نظر إلى المرآة كلما ازداد قبحه وفقره فكان يتحاشاها تماما وتخلص من أي وجود لسطح لامع بغرفته المتواضعة لكن المرآة الكبيرة تلك التي ورثها عن والده لا يستطيع تدميرها لكنه القرار حتما يجب أن يقرر ذلك, أحضر فأسا ودمرها هشمها قطعا صغيرة جدا وفي الصباح الباكر وجدوا جثته ملقاة أمام غرفته مهشمة الرأس لقطع صغيرة أما المرآة فكانت تلمع نظيفة جدا جاثمة بجواره وكان إطارها الذهبي لامعا أكثر عن ذي قبل. بعدما قام الجمع بما يلزم من رفع للجثة وإلحاقها بالمشرحة نظر سيد للمرآة وقرر أن يحتفظ بها فهو شاب بسيط مقبل على الزواج ولا يملك مثل تلك المرآة الجميلة وضعها بغرفته والتي كانت بجوار غرفة الأحدب وكان ينظر بها كل يوم مزهوا بجمالها وبجمال صورته الوسيمة بها لكنه لاحظ أخيرا أن ظهره بدأ في التقوس وبشرته البيضاء بدأت في التحول للون الأسمر ثم الأسود ولكنه أعزى ذلك كله لتعبه أثناء البحث عن عمل جديد حيث فقد وظيفته الأخيرة ولكنه كان يصبر نفسه بالنظر للمرآة الجميلة والتي تزداد جمالا يوما بعد يوم. كريمة الشريف

No comments:

Post a Comment

البراح-نثريات مرهقة

كل شيء نابض بالموت ناطق بالحياة اسألوا الجاهل يعلم بل بلغوا الحلم ترهات النعاس حين يذكر لحظة مر فيها صوت عبر عقل واستكان يطرق ال...