كانت قد قرأت عن كائنات غريبة تشبه السكاكر تم تحضيرها في مختبر كيميائي بواسطة أحد العلماء الشبان ولكنها هربت منه وهي نتاج عدة معادلات كيميائية معقدة والبحث عنها جاريا. لم تصدق هي ذلك بل وسخرت منه وذات مساء كانت تعد لنفسها كوبا من الكاكاو الساخن في ليل شتاء بارد ففوجئت بقطعة ملونة من السكاكر الجيلية داخل علبة الكاكاو وكانت تلك القطعة ذات عيون وفم وأنف صغير باللون الأحمر , التقطتها وتمعنت في النظر لها. شعرت أن القطعة تحادثها لكن دون صوت تخيلت أنها قد جنت وأخبرت زوجها بذلك الذي لم يهتم كثيرا بل وشعر بالملل أخبرته أنها قرأت مقالا يذكر تلك الحبة وأنها تريد تبليغ المختبر بذلك لكنه رفض وطمأنها بأنها حبة سكاكر عادية. فكرت في أن تاكلها لكن هالتها الفكرة فكلما حاولت ذلك حذرتها قطعة السكاكر بصوت تسمعه داخل رأسها فقط. فكرت في التخلص منها ولكنها لم تجرؤ. تركتها مكانها وكانت أحيانا تجدها جالسة بجوارها تطالع معها برنامجها التلفزيوني المفضل أو تقرأ معها كتابا أو تجلس في المطبخ بينما تنهي هي أعمالها ومع الوقت شعرت بألفة معها خاصة وأنها ليست لديها أولاد, كانت تأخذها معها عند الخروج وعند السفر أيضا وكانت إن شعرت بالملل والوحدة تحدثت معها بنفس الطريقة الصامتة التي يمارسونها سويا......لقد أصبحت صديقتها وجميع آرائها ونصائحها كانت مفيدة ومسلية. لاحظت نموها مع الوقت بشكل بسيط وتعودها على المنزل أكثر فأكثر فكانت تجدها مثلا فوق سريرها أحيانا وفوق طاولة الطعام وتارة فوق مكتبها وكانت تنمو بشكل مزعج ولكن ليس بالحد الذي يلاحظه زوجها خاصة وأنه غالبا متغيب عن المنزل ويعمل ليلا كثيرا. ذات مساء راعها أن ترى قطعة السكاكر تلك في دولاب ملابسها وعندما كانت تحاول الاستفسار عن تصرفاتها تلك لم تكن قطعة الساكر تجيب بل التزمت الصمت كثيرا في الآونة الأخيرة مما جعل المرأة تشعر بالنفور منها بل وبرغبة حقيقية في التخلص منها. فكرت وقررت أنها قطعة حلوى جيلية ليس أكثر فماذا لو وضعتها علي النار وسيحتها في إناء؟ وعلى الفور فعلت ذلك ونظرت لقطعة الحلوى داخل الإناء وتوقعت نظرات اللوم والعتاب لكنها وجدتها سعيدة بل في قمة السعادة. لم تهتم المرأة بذلك وأخذت تراها وهي تتحول لسائل وسرعان ما سكبت السائل في حوض المطبخ. في المساء عندما كانت تعد لنفسها كوبا من الكاكاو اللذيذ متمنية بالا رائقا بدون قطعة السكاكر تلك فوجئت المرأة بوجود العديد من قطع السكاكر بألوان مختلفة ووجوه مختلفة تخرج من فتحات حوض المطبخ منتشرة في أرجاء المنزل بل وكانت تخرج من النوافذ للخارج بالمئات ومنها من احتل المنزل ومنها من خرج ورأت صديقتها القديمة وتعرفت عليها وسطهم وأخبرتها بنفس طريقة حديثهم المعهودة..........أشكرك فنحن نتكاثر بالتسخين وقد كنت خجولة من أن اطلب منكي ذلك وحسبت أنك سترفضين حتما لو طلبت لكنك كنت نعم الصديقة. وراحت قطعة السكاكر تلعب مع الأخريات فوق سرير المرأة المذهولة والتي عادت للجريدة حيث قرأت خبر السكاكر يوما ووجدت تحذيرا شديدا من العالم بعدم تسخين تلك القطع ولكنها لم تهتم بتكملة المقال عندما قرأته لأول مرة.
كريمة الشريف
كريمة الشريف
No comments:
Post a Comment