-أهلا ولاء..كيف حالك؟ افتقدتك كثيرا الشهر الماضي.
-نداء حمدا لله أنه أنت.
-لم ترتعشين؟
-ظننتك أحدهم.
-من تقصدين؟
-شابان وقحان كانا يحاولان مضايقتي منذ قليل بسيارتهما.
-لا تهتمي فمن يضايقك أمزقه.
ضحكت برقة قائلة: لا تبالغ نداء.
-لا أبالغ هكذا تكون معاملة الأميرات.
-أميرات؟ دعني أخبرك شيئا, أنا لست أميرة فالأميرات لا يضربن ووالدي يضربني, الأميرات لا يقهرن وهو يقهرني, الأميرات لا يحبسن مثلي بالأشهر.
-إذن فأنت أميرة حقا, سندريلا ضربت وروبنزل حبست وبيضاء الثلج قهرت.
ضحكت كثيرا فسألتها:
-أتسمحين لي بتوصيلك للمنزل في سيارتي المتواضعة؟
- لا مانع لدي.
برزت فجأة سيارة من الخلف ترجل منها شابان ضخمان قال أحدهما:
-إذن هذا هو بطل الليلة.
رد صاحبه: فلنتسلى قليلا.
الأول: اترك لنا الحلوة وخذ ما تريد أيها الصغير فالحفل اليوم ينقصه جميلة صغيرة سهلة الافتراس.
ضحك صاحبه قائلا:
ولم لانفترسه هو أيضا فهو حلو مثلها.
قهقه الشابان وكتمت غيظي حتى آلمتني معدتي, قاومت نداء الغريزة لافتراسهما قائلا:
-أفضل أن ترحلا من هنا الآن.
الأول: لن نرحل بل سترحلا أنتما معنا.
اقترب الثاني من وجهي حتى شممت رائحة أنفاسه الكريهة قائلا: ألم تلحظ يا صغيري أننا ذئبان بشريان.
قالها مرة أخرى وهو يجحظ عينيه لإخافتي ويغلظ صوته: ذئبان بشريان ثم قهقه كلاهما وعندئذ لم أتمالك نفسي. نسيت ولاء وتصرفت تلقائيا معهما أمسكت الأول بيدي اليمنى والآخر بيدي اليسرى وتلفتت بهما مواجها الحائط حيث اصطدم رأساهما وعلا صراخهما وجدتني أقول لهما: أنتما كلبان بشريان فالذئاب لا تغدر, الذئاب لا تغتصب, الذئاب لا تمزق إلا من يقترب منها. ألقيت بالأول على الأرض فسقط مترنحا ثم وضعت حذائي فوق رقبته لأمنعه من الحركة ثم أنشبت أنيابي في رقبة الثاني ممزقا إياها وعندما سمعت صوت طقطقه حنجرته تركته ليسقط أرضا ثم ركعت حيث الأول مزقت سترته بمخالبي ثم أنشبتها في معدته وألقيت بأحشائة خارجا لكنه لم يمت فأجهزت عليه بأنيابي التس استقرت في رقبته سريعا. رفعت عيناي ليلتقيا بأجمل نظرة رأيتها بحياتي, كانت ولاء تنظر لي بحب وهيام لم أتوقعهما, توقعت أنها هربت وخافت عندما عرفت حقيقتي, لكنها تقدمت نحوي ببطء وفتحت حقيبتها وقدمت لي الكثير جدا من المحارم الورقية لأنظف يداي ووجهي, كان خجلي بحرا أغرق فيه لكنها اقتربت مني بهدوء وساعدتني في إزالة الدماء ثم ولدهشتي أهدتني بقبلة صغيرة على وجنتي وقالت: أحبك. هيا بنا من هنا الآن فلا داعي لوجودنا. استقلت السيارة بجواري وتمالكت نفسي لأستطيع القيادة فآثار قبلتها ما زالت حارة فوق وجنتي.
No comments:
Post a Comment