يهاجسني

يهاجسني خاطر في المدى
يهمس لي أن ما زال ضوء في الفضاء
من منا يحمل جرأة بوح مكتوم؟
من منا يعترف بقسوة نظراته للرب؟
أحيانا
من منا يعرف ماهية قلبه؟
وحقيقة ذاته والأشياء؟
العظماء من يملكون الصوت
وأنا حنجرتي مفقودة
لكني لا ألقيها في حجر الموت
أحتفظ بها
هنالك حيث فقدت
عل هناك مساء قد يسمح بالبوح
بعض العشب الأخضر قد يصنع بعدا آخر
بل يخلق عالم
للمرح وللراحة
ورقة شجر وحيدة سقطت في كفي
علني أطعمها ببضع كلمات لتكون شجرة
وكأن رائحة الليمون بأنفي
أنتظر ثمار الليمون
من شجر العلقم
يظنونني امرأة عبقرية
أنا كاذبة ربما
أو عرافة منسية
تحمل قطا بلاستيكيا وحيدا
لا يمل ولا يشعر اللمس
لا يتململ حين صباحا لا يجد حليبا
صديقي الأكبر هو الحرف
فقط..صديق طيب
لا يتمرد
أو أحيانا يفعل
الأصوات حياة يا حنجرة الصمت
أمطر يا هذا اليوم حروفا لا تعلن موت
وانهمر سيولا
وأنا سأرتب بعض زجاجاتي
تتلقى المطر
وتقطره نبيذا لا يعرف حد.

بللورة مسحورة في ليل الدجى

بللورة مَسْحُورَةٌ فِي لَيْلِ الدَّجِيِّ
مَزَّقْتُهَا حَاوَرْتُهَا أَيْنَ الْأَمَانِي ؟

قَالَتْ وَفِي حِرَفِهَا خُوَّفُ وَذُعَر
مَا عُدَّتْ قَادِرَةَ عَلَى تِلْكَ الْمَعَانِي

دمرتها كَوْنَا تَمَرُّدَ فِي رِدَاءِ
لِيُصَيِّرُ أَكَوَانَا وَسَحَرًا لَا يُعَانِي

بَلْ صَارَّتْ الْمِشْكَاةُ نَوَر
وَالنَّوَرُ فِي زُجَاجَة
كَالْْكَوْكَبِ الدَّرِّيِّ تَسْطَعُ بِاِمْتِنَانِ

وَتَحَيُّر الْمَجْنُونُ عَقْلَا مُرْهَقَا
مَا حَلُّ لُغْز التَّعَاوِيذِ اِفْتِتَان ؟

تَعْوِيذَةُ تَشْدُو وَتَرْقُصُ فِي طَرَبِ
مَعْشُوقَةُ تَرْتَادَ ثَوْبَا فِي الْجِنَّانِ

لَكِنّهُ شَيْءُ وَحِيَدٌ نَاقِصٌ
فَلََتُبْلَغِي يا بللورة السَّحَرَ الْمَعَانِي

مَاذَا بِتِلْكَ الرّقصةَ السِّحْرِيَّةَ نَاقِصٌ ؟
بَلْ كَيْفَ تَأْتِينَي بِهِ
وَكَيْفَ تَكْتَمِلَ الْأَمَانِي ؟

صوم

جاء وقت الحصاد الكبير
فكنت أنا ظلا بين بين
الماضي والآتي
أنا الحاضر
ذلك المارد الخجول
يمرق بين حقول الصرخات
ليشق له طريقا موحلا
تحب ساقاي الوحل
حين يسقط المطر
فتغتسل
ويصبح وحلها براءة طفل
يلعب موغلا في شره البسيط
يمزق لعبته ثم يقبلها
ها هو المحصول
جاف
غير صالح للأكل
لكنه قابل للمعالجة
النيران صديقة جدا
حين تشتعل
وحين تغفو
فأنفخ بها
من نبض روحي المعاندة
قبلاتي
نيران أخرى
تختزل
حين تبوح
وحين نحو الغد ترتحل
جاء وقت الحصاد الكبير
والجميع فوق القمح يرقصون
بخبزهم يحلمون
والنيران خبأتها
فمرت برودة بين الجميع
تساءلوا
أين النيران؟
أخبرتهم
أن......تفاءلوا
فربما حين ينتهي موسم الحصاد القادم
نقيم حفلا سويا ونطحن القمح..نخبز الخبز ..ونأكل
فكونوا جوعى...تشبعوا
صوموا..فربما يوما..تصحوا

رسالة

يا وجه يوسف
وتواضع محمد
ووجاهة عيسى
وغموض سليمان
وبلاغة يحيى
يا من في روحي تحيا
أغمض عيني عنك
وأضعك في قلبي
لأنساك
لا لشيء
لكن لأنني لا أملك حروف الكلمة
لا أعرفها
ممنوع أيضا أن أنطقها
شرعا أو خيانة
أنا امرأة درجت على طبع الأمانة
لا أعرف للحب طرقا
مستوية أو ملتوية
دعك مني
فربما أنا حجر
يقبع صامتا في استكانة

مسافر عبر الكلمات

مثقل بهمومي أسافر
عبر كلماتي أهاجر
أحلق طيرا صغيرا
فرخ نسر لا يؤهله جناحه للبقاء
أعلى جبال الروح أصعد
أتسلق جسرا نحو الفناء
تتقهقر روحي ويخمد صوت فرحي
أبحث داخلي عن مكمن بوحي
تضيع كلماتي بين ذاتي وذاتي
أغوص ببئر قلبي وأقتل خوفي
أتحسس جناحي مازلت
فرخ نسر صغير
والكون عش كبير
يتغلغل صوتي في مد بحر الهموم
يخجل كريفي صغير لا يتقن لهجة أهل المدينة
فمدينة الحلم واسعة
لغاتها بربرية حينا وحينا مرمرية
أتحسس ماءها غورا
وأستقي منها لغة حزينة
تلائم شيئا من البوح
شيئا من الموت
شيئا من رؤية مستقبلية
تاهت بين جنبات المدى
واستقت لونها من غيمة في الفضا
مستكينة ....................

قدر السفر

ليس للعمر سوى قدر السفر
يتوغل في المدى برق مرعد
ينادي أيا ضوء القمر
عالقا ما زلت في ذهني
وفي كفي بعض من مطر
هامشي الرؤية أنا أم أنني لم أعد أحتمل دبيب الأرصفة
فوق صدى العمر؟
هناك فوق العشب متسع للشهوة
شهوة حياة أو مرفأ للخطر
مرتجفا قلبي ينتظر
في داخله حجر فوق حجر
عودة للصبا في بعض اوراق شجر
خضرة في عيون الصبح
تلقي رذاذ وحي منهمر
هدأة الصمت تلف وجه الموت
تدعوا جميع أشيائي كي تنتحر

ثورة

وبي ثورة من غضب
قد يمزق العالم صانعا أكوانا جديدة
معلنا حربا عالمية
قوية فتية بل داعشية
تقتل من تحب
بلا أي سبب
لا يكفيني احتراق سيجاري الصغير
كي أزفر أنفاس غضبي
فأفتعل في قلبي حريقا
أشعل نارا في محبتي
أسكب فوقها زيت الأوكسجين
يحترق قلبي ولا يحترق الحنين
يصاعد صوت الأنين
يسطع شمسا تعميني
فالشمس يوما نور
ويوما ظلام في العيون
أنا امرأة غجرية
لا تعنيني أمور الهوية
لا تستهويني العلاقات المكررة الاعتيادية
أحب ثورات النفوس
تلك التي تحطم جبال الصمت
تخترق حدود الصوت
لتخلق كل يوم للحب نبيا
فريدا أبيا
فالآن لاشيء عندي سوي اغتراب قليل
ربما يعقبه الرحيل
وربما يأتيه من بعد شيء جميل
مبتورة قصيدتي
مكسور وزني
لا شيء عندي يستقيم الآن إلا ويميل
يميل
يميل

رقصة السياط

تجتمع السياط حولي راقصة
يفتر فاهي عن ابتسامة بلهاء كأنا
حين يراني البعض
مجزرة من جليد تفتعلها عيناي
تخر السياط راكعة
اجلدها مائة جلدة
ومائة بعد المائة
السياط الزانية
تتهمني بالكذب
يرتدي لساني حذاء الرقص ثانية
وترتد المسافات فارغة
بسرعة الضوء
كون جديد يخلق من زفراتي
حار يذيب الجليد
مطرقة حديدية صدئة
تهوي فوق رأسي
تسبب لي بعضا من صدأ
ويغادرني الصداع
في أرجيلة قنبية التكوين
قضبان من جليد تسكن في دمي
أأصبح القطار الماجن قديسا
ولا يقتل الأبرياء؟
أحرك القضبان بيدي
يقهقه الدخان
في غرفتي العقلية
ويسقط الضحايا
أخبركم جميعا أن القطار ليس بقديس او نبي
القطار اللولبي
كاذب
يسري في دمي

مجرد حالة

أنَا الْوَاقِفُ عَلَى شَفَا الْحَلَمِ
لَا يَمْلِكَ أسْلِحَة أَوْ يَمْلِكْ شَيْئًا لِلْبُوحِ 
أَنَا ذَلِكَ الْمَسْجُونُ بَيْنَ الْبَيِّنِ 
يُعَانِدُ غُرْبَةَ الرّحلةِ
وَيَحْمِلُ الْعجزَ الْمُبِين
أَنَا السِّكِّين
بِلَا حَدٍّ بِلَا شَفْرَة
أَنَا الشَّفْرَةُ
بِلَا حَلٍّ بِلَا تَفْسِير
أَنَا الْمَسْجُونُ
بِقَلْبِ الصُّمَتِ
أَنَا كَلِمَاتُ
تتوه بِدَفْتَرِ الْأحْزَانِ
تَغُوصُ غَرِيقَةً ثَكْلَى
بِبَحْرِ الْبُوحِ
أَنَا حُلُم بِبَحْرِ التِّيهِ
يُغَوِّصُ النُّصُلُ فِي قُلَّبَيْ
فَيُضَحِّكُنِي
أَعُودُ وَأَمْسكِ السِّكِّينِ
وَأَشْرَبُ مِنْ دَمَيْ وَحِدَيْ

استقال الرحيل

استقال الرحيل
توقف نبض كلماته
ثم عاد
البرتقالة في الصيف لا تحمل الرونق
استحال الجلد جافا
يحلم بأمطار الشتاء
استقال المطر
كي يسقط زخات هنالك
حيث يسكن شيئا من الأمنيات الصغيرة
استحالت الأمنيات فتات فوق طاولة المساء
ما عدت أقتات الفتات
الجوع اكتمال
نقص من الأنفس
يكمله الشتات
اختبار
وانتظار جائع
مهمل يعتريني
ما كنت يوما قاسيا هكذا
لكنها الروح الغريبة تلك القاطنة بذاتي
راودتني فاستجبت
غادرتني ولم أقاوم
المقاومة في فيزياء الحياة
لا تحتمل تيار الكبرياء
استقال الرحيل عنوة
واستمالت الريح قلبا ماجنا
يستمريء صمت الحياة بلا عناء

دقات الخطر

معبد الطريق بالقليل من حصى ساخن 
الجمرات إلقاؤها فن
أنا لا أحب الجري
أفضل الجري البطيء
للوصول الآمن
ويعجبني سخونة الحصى فوق الطريق
القليل من الحرارة تنضج الأشياء
تجعل الغض حجر
بعض من مطر
يبلل رأسي
يعزف بالوتر
أدير عجلة الحرف
أقامر بالعمر
الخسارة تصبح أحيانا فرح
أو صمت منتظر
الكلمات تصعد فوق المدارات البعيدة
في مجرات خاصة
فالخصوصية حق
والموت حق
والطريق يموت يوما
والباب الآن دق
وانا أحب دقات الخطر

شعور قد ينتابك يوما

في حقيبة عمري شيء ما
أبحث عنه ولا اجده
في مرآتي يقطن ظل متشرنق
يخرج نحوي
أشعر هيبته ولكني
لا أرحب به
ربما هو ظل أو شعور أو شيئ لا أعرف كنهه
لكنه لطيف جدا
طيب أحيانا
كشعور شعاعات الشمس الأولى
في عيون طفل
هو شيء ما
يربت كتف الحياة أحيانا
وأحيانا يصبح تربيته ضربا مبرحا للذات
فلا يفهم
هوشيء بداخل الروح
يشبه هذا الشيء الذي طالما بحثت عنه في حقيبة عمري ولم أجده

زهرة بلا نسغ

النسغ الناقص يتألم
والنسغ الكامل قد جف
النبتة باكية تزهر
لكن... هل تبقى صامدة حين يحين القطف؟
بعض من ماء 
قد يصلح ما أفسده الطقس اليبس
وقليل من صبر
قد يضفي سكر
فوق طعام مر
أي زمان هذا؟
لا أسلحة..لا حرب.. لا ساحات نزال
فوق الأرصفة الجوفاء يباع النزق
وأقنعة فوق وجوه الثوار
وأحبة منثورين بلا هدف في يأس
بعض من كلمات ثكلى
توقظنا كل صباح
نتلمس في ظلمة هذا اليوم
سراب الفرح
والنبتة ما زالت
في ذات الموضع
ثابتة تزهر باللا نسغ

درويش

وساعات اكون درويش
واسخر من الضحكة
واكسر المرايات
وأفلسف النكتة
أزهد ف لقمة عيش
وف نظرة أو كلمة
وف حالة محتالة
كدابة هوالة
واركن بقلبي بعيد
أزهد وابيع واصوم
والصبح اقوم م النوم
طماع كمان مجنون
بيحوش الدنيا
ليوم مهوش معلوم
ويعود ف ليله يقول
درويش انا ومسكون
ف عيوني جن أناني
زاهد ومن تاني
بيحب بس يصوم
ويعاند الفرحه
علشان بادور صدق
مش فرحة كدابة
ميهمنيش الضحكة موجودة
او غايبة متسابة

خلل

بعض من هدوء..
أصوم عن الكلم
يراودني ما يسمى بالقلم
فأسطر كلمات ربما لا تعني سوى لون العدم
ضاعت أهازيج الخطر
فبات يومي يمزج ألوان السكون
وألوان الكلل
ليخطو بين أضداد الضياء وأرباب الملل
زهرة برتقال في وعاء
وشجرة مانجو
في وعاء أيضا
يستغيثان بي
أن أوقف تيار ماء منهمر
السقاية في الأوعية الضيقة
كعلاج مريض في آخر لحظات العمر
بعض من هدوء
وأعود إلى دائرتي...
أبحث عن سبل لإصلاح الخلل

تساؤل

حدق بحرفي جيدا
أتراه وجهك المنثور بين ناصيتين
قاصيتين
أم أنه وهم قديم
بات يبحث عن تراتيل الأمل
في ظلمة الليل الطويل
حدق بحرفي ثم أخبرني
أتراه وجهي ها هنا؟
أم انه الدمع اللئيم؟
أأنا سراب
أم أنا بعض الحروف تراكمت
أم أنني حزن وصبر فوق ثوب الصفحة البيضاء
يسكن مستكين
حدق بحرفي ها هنا
وإن وجدت القطعة المفقودة
ردها
ما للأمين سوى الأمانة
أما الخيانة
فالخيانة ضدها..

معارضة مع المتنبي

أنا الذي نظر الأعمى إلى قلمي..........................فزلزلت كلماتي من به غل
وجل الحرف أعنيه وأكتبه.............................أشكل فيه يصبح ليس يختل
فهل لو ثرثر الثرثار يخرسه..........................وهل لو زاره الزوار يعتل
يا من يعز علينا أن نهاجمهم.......................وجداننا من بعد هجائكم وجل
لكننا يا اخوة في الله ننساكم...............................ندعو إلى الرحمن نبتهل
أن سدد الخطو الجري........................................ء وعاقب من به جهل
فالميل والهزل والأهواء تعرفني....... تخشى اقترابا من حروف نظمها سهل

طريق

معبد الطريق بالقليل من حصى ساخن 
الجمرات إلقاؤها فن
أنا لا أحب الجري
أفضل الجري البطيء
للوصول الآمن
ويعجبني سخونة الحصى فوق الطريق
القليل من الحرارة تنضج الأشياء
تجعل الغض حجر
بعض من مطر
يبلل رأسي
يعزف بالوتر
أدير عجلة الحرف
أقامر بالعمر
الخسارة تصبح أحيانا فرح
أو صمت منتظر
الكلمات تصعد فوق المدارات البعيدة
في مجرات خاصة
فالخصوصية حق
والموت حق
والطريق يموت يوما
والباب الآن دق
وانا أحب دقات الخطر

نور علي نور

لَمْ يك النُّورُ سَرابًا بَلْ حَنِين 
تَائِهُ الدَّرْبِ يَبْحَثُ عَنْ أنِين
هَدْأَةُ الصَّوْتِ تُسْكِنُ قَلَق الْجَبِين
رُبَّ مِشْكَاةُ تُنير بِكُوَّةِ اللَّيْل الحزين
تُضَاءُ بِغَيْرِ زَيْتِ تَسْكُنُ فِي الْوَتِين

رقصة وثنية

رقصة وثنية تعربد في دمي

التابوهات المعذبة ترفض الانهيار

والتمثال المصنوع من الأفكار

يسكنه طفل

نحن شعوب تحترم التابو

وتقدس في كتب التاريخ

فصول الأوثان

عن أمجاد الأوطان

رقصة أخيرة

ويغادر فرعون العرش

لكني أشتاق لذاك الطفل

الخارج من رحم التمثال

وأعود لكلمات قيلت

في لحظات طفلة

الجدية قد تحرقك كثيرا

لكن السهو يمزقك

اما اللهو فينطقك

هل تكفر بالتابو؟

ولماذا لا أفعل؟

الخوف مريض متخاذل

يجلس فوق القلب

ويربض

والقلب يركز في نبضه

يرفض أن يركض

رقصة وثنية

تؤمن بالتوحيد الكامل

لكنها واجبة

أستميحك عذرا يا هذا التابو

لن أٌقبل إلا الطفل

إن جاء فأهلا

وإن ما جاء فقد رحل التابو

يهاجسني خاطر في المدى

يهاجسني خاطر في المدى
يهمس لي أن ما زال ضوء في الفضاء
من منا يحمل جرأة بوح مكتوم؟
من منا يعترف بقسوة نظراته للرب؟
أحيانا
من منا يعرف ماهية قلبه؟
وحقيقة ذاته والأشياء؟
العظماء من يملكون الصوت
وأنا حنجرتي مفقودة
لكني لا ألقيها في حجر الموت
أحتفظ بها
هنالك حيث فقدت
عل هناك مساء قد يسمح بالبوح
بعض العشب الأخضر قد يصنع بعدا آخر
بل يخلق عالم
للمرح وللراحة
ورقة شجر وحيدة سقطت في كفي
علني أطعمها ببضع كلمات لتكون شجرة
وكأن رائحة الليمون بأنفي
أنتظر ثمار الليمون
من شجر العلقم
يظنونني امرأة عبقرية
أنا كاذبة ربما
أو عرافة منسية
تحمل قطا بلاستيكيا وحيدا
لا يمل ولا يشعر اللمس
لا يتململ حين صباحا لا يجد حليبا
صديقي الأكبر هو الحرف
فقط..صديق طيب
لا يتمرد
أو أحيانا يفعل
الأصوات حياة يا حنجرة الصمت
أمطر يا هذا اليوم حروفا لا تعلن موت
وانهمر سيولا
وأنا سأرتب بعض زجاجاتي
تتلقى المطر
وتقطره نبيذا لا يعرف حد.

في عينيه

وفي عينيه كل أسئلتي
وأجوبة على ما فات من عمري
وأنهار من الحيرة
وأسئلة وأفكار
ما من جان أو إنسان يعرفها
ولو حاولت تعرفها
كأنك في اقتراب الشمس من عينيك محترق
ألؤلؤتين؟ كوكبتين من نور؟
أم زوجان من جان تحت إطار بللوري؟
هناك السحر يأخذني
ويتركني
لأنسى كل أحزاني
وأقتبس الحروف تصبح كل أوطاني
وأرقد بين صمت البوح غير منتظر
أراقب نبض قلب
كان في قلب الموات
فصار بالعينين مسحورا
وبالروح التي من عمق عينيه تقاتل كل حزن
كل كذب
صار مبهورا
وأصمت حين أسمع ما تقوله العينين
وأترك ما تقوله الشفتين
فبالعينين سر الخلق
وسر العشق
سر وجودي الكوني
وبالعينين أسرار
على لوح الحياة الموت مسطورة

ابن الضيعة

ما زلت طفلك الريفي أعشقك
وأخلع عند نهرك النعلين 
أعرفك
بعطر الطين
أنا المسكين
يا وطني
ما عاد ملعب العشاق يحميني
أعود لضيعتي وحدي
وأحمل خبزك الساخن
بمنديلي
أراود وجهك الفتان
يتركني
يغادر ماضي الأحزان
أعود لك
قتيل العشق يرديني
وأحمل في كفي هذا الهم
ووهم العشق ينهيني

هدوء....كريمة الشريف

مستكين على حافة الركض أمضي
أعد على أطراف الأصابع
مفردات الغرفة من حولي
هذه القهوة السوداء ذات السكر البني
بقايا العطور الفرنسية في الزجاجات
توحي باحتياجي للمزيد
هدأة الليل في الشرفة
ورائحة خبز من شرفة الجيران
الأصداف الجديدة تحاول التخلص من رائحة البحر
وتشرب رائحة السجائر
لم يتحدث الصمت كلما انتهى موسم للأسئلة؟
وتتناقض الروائح؟
للكذب أيضا روائح عدة
قد تشبه هذا العطر بقارورة يومي
أو تشبه رائحة الأصداف الآن
أركن ثانية للصمت الهاديء
استنشق عبق المساء
في رائحة القهوة
رائحة العطر
رائحة الأصداف
وخبز الجيران

ثقافة اللايك واللاف. برة الصندوق

لايك ولاف أو لوووووووووووووووف....لم لا يوجد بقاموسنا العربي مرادفات جيدة لهذه الكلمات؟ بل ما ترجمتها؟ عملت حين تخرجت مباشرة معلمة لغة انجليزية بالمرحلة الثانوية المشتركة بنات وبنين وكان دائما أول سؤال يطرح علي من قبل الطلاب الذكور : -ميس اية الفرق بين like و love؟؟؟؟ -بقصد إحراجي طبعا لكن هيهات أيها الأشقياء الصغار كنت أجيب ببساطة "like" و "love"كلاهما بمعنى يحب مع اختلاف الدرجات في الحب فيظهر ذلك الطالب الشرير المتحذلق والذي يعلم انه سيدخل كلية الطب اللعينة وربما يصبح أفضل من هذه الميس يوما ما ليقول لي: لا يا ميس like حب شيء عادي أو حب أخوي أما love حب بين رجل وامرأة...لن أسكت طبعا فلابد من ال class control وأنا لا أفضل رفع صوتي أو إسكاتهم بلا نقاش فأقول له: لا لأنك تستطيع أن تخبر صديقك المقرب جدا أو والدك أو والدتك أنك تحبهم عن طريق كلمة love رغم أنك لا تمارس معهم الجنس فيذهل الطالب ويخرس تماما وفي عقله خطة لتجهيز قائمة من الأسئلة الصعبة لهذه الشريرة غدا ولكن لا تقلقوا... أنا دوما مستعدة. واليوم أرى مراهقة كبيرة بين المجتمع البشري الناضج خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فنجد أن الفتاة أو المرأة تتحرى شديد ورهيب الحذر حين تضع ستيكر اللاف أو تتفاعل مع منشور بإيموشن اللاف لرجل بل والأدهى أن الرجال أيضا يخشون ذلك فهناك الكثيرين من الجنسين ممن يظن أن مجرد وضع ستيكر لاف لشخص ما هو بداية قصة حب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...........................................................................-قليل من الدهشة- ثم نعود لنكتب........... ياالله بتنا نبحث عن أي شيء بسيط لنقحم الآخرين في مشاعر غريبة وعجيبة فيظن الشخص أن تلك الفتاة تحبه لمجرد أنها تفاعلت باللاف مع المنشورات أو أنها تخبره بأنها تحب كتاباته وأعماله ومنشوراته والعكس صحيح فيجد الفتى فتاة توشك على الانتحار لأن الشاب يتجاهل اللاف المتعمد لمنشوراته وهو إذن يتجاهل حبها..............اعتقد أنه من الأفضل أن نمنطق مشاعرنا فمن تحب عمرو دياب مثلا لا تحمل النية في الإيقاع به والزواج منه وكذلك الحال فيمن يقول أنه يحب "رضوى عاشور" مثلا أو أي شخصية عامة..قد يختلط الأمر علينا قليلا وعندها يجب من وقفة وهي حتى لو وصلت مشاعرك تجاه شخص لدرجة الل love فلتحول هذا الشعور لما يسمى بالمحبة ولنتوقف قليلا مع أنفسنا ونفكر "خارج الصندوق" فمثلا أخبرت فريقي اليوم بأنني : love them all لا أعتقد أن منهم من سيسيء فهمي فليس الجميع بمتخبط وربما بعض الأحيان نتخبط ونحتاج لوقفة مع أنفسنا خارج صندوق اللغط في المشاعر وردود الأفعال. كن حذر في وضع الإيموشنز ..

خطأ

كان عنيدا جدا ولديه عزم واصرار على جعلي أخبره بحبي لكنني لم أفعل وقررت أن أقرأعليه تعويذة تحوله قطا صغيرا يصحبني في كل مكان بلا عناد, تلوت التعويذة وكانت تقول: زهور-مقابر-غيلان-دورة حياة القط ثم ماذا؟ اعتقد أنني أخطأت بذكر كلمة "غيلان" فقد صار غولا شريرا ..لكنني أراه الآن أجمل كثيرا من قط رقيق. ماذا عني؟ لا شيء فأنا أفضل أن تصاحبني الغيلان بلا عناد أيضا عندها نستطيع العمل بجدية معا.

إرهاصات موقوفة

أيهذا الشعور المعلق في مشنقة
أيهذي الثقوب المنضودة داخلي
كيف السبيل إلى الحقيقة؟
ازدواج الصورة وانعكاس الأكاذيب العتيقة؟
يستحيل الركن المهمل في دمي صالة استقبال أنيقة
تجلس الأفكار لامعة
ترحب بالزائر والهدايا
بعض من جنون وابتسامات رقيقة
ربما عطب وخلل في باطن الرأس يصلحه داء الشقيقة
طاغ حضورك مستميت لا فرار لا موت مستحيل
ولا محل لإرهاصات دقيقة

البحيرة الملعونة. قصة لكريمة الشريف

جالسة أطالع فيلم "بداية ونهاية" ضحكت عند سماعي لعبارة سناء جميل الشهيرة "بلاش انت عشان مستقبلك" قبل سقوطها وغرقها في مياه النيل, كنت أيضا أخبرهم بذلك ولكن قبل سقوطهم هم في بحيرتي الطينية تلك القابعة أسفل النهر في بلدتي الريفية التي لا يعلم عنها أحد ولا عن سكانها..كنت أخبرهم بذلك لأخلص ضميري فقط..عندما أبعدك عني أيها الشاب الطيب فاعلم أنك حقا طيب ولا تستحق العقاب وانفد بجلدك واهرب بعيدا جدا بل وصل لربك وأكمل حياتك في سعادة وراحة بال ولا تشكو الصد والهجر. أنا؟ أنا لا أعلم من أنا ولا كيف ولدت..تقول الحكايات القديمة عني في بلدتنا أنني ابنة زواج جان وبشرية لكنني أجدني بشرية جدا بل أكثر بشرية من البعض, ربما لدي بعض المواهب فقط؟ ربما أستطيع الطيران سريعا جدا أو الغوص في الماء بلا غرق وهكذا أشياء عادية بالنسبة للكثير من الآلات التي صنعها البشر أنفسهم وربما أنني أحيا الآلاف من السنين كما أنا شابة. يقولون أنها اللعنة تلك التي ورثتها عن زواج أبي وأمي وأن علي الايقاع بمئات الآلاف من الشباب في مياه البحيرة حتى أستطيع الاختيار وأصبح جنية كاملة أو بشرية وهو ما ليس باختيار مشجع بالطبع فسأختار بني والدي كما يفعل البشر, الابن على جنس ودين أبيه. أخبرني بذلك أيضا رسولا جنيا من أهل والدي وهو من يقم بعملية التعداد بالبحيرة, أخبرني أن العدد في البحيرة ما زال بحاجة للمئات من بني البشر فظللت أمارس ذات اللعبة..الاختيار ..نعم أنا لا أختار فهم يطرقون بابي ومن أجده بريئا أبعده أما من أعلم جرائمه الغرامية وأتوسم به الاستعداد التام للغرق أشجعه وأستدرجه للبحيرة وهناك نجلس تحت ضوء القمر ونتسامر حتى أسقط خاتمي في مياه البحيرة وأطلب منه الغوص والبحث عنه ثم..تعلمون البقية, إلى أن جاء يوم ما أخبرني جني التعداد بالبحيرة بأن العدد قارب الاكتمال ومطلوب شخص واحد فقط للغرق حينها لم أفكر فها هو الساحر الجديد القادم من بلاد بعيدة لقريتنا يطلب مساعدتي وعيونه تمتليء بالوجد والرغبة في القنص, يسمونه القناص لكنني جنية القنص الأزلية وهو مجرد بشري كما أن جرائمه الغرامية تستحق ألف عقاب...سنوات مرت من كر وفر ولم يذهب معي للبحيرة- ساحري الوسيم- وجني التعداد يسخر مني إلى أن جاء مساء طلب مني ساحري العاشق الذهاب معه حيث عشاء فاخر لكلينا, تسلحت بالحذر وبخاتمي وتعويذة الفرار ثم ذهبت معه, فوجئت به يأخذني حيث بحيرتي المسكونة بمئات الآلاف من الغرقى, جلسنا ولم نتسامر,أخبرني بأنه لا يستطيع خداعي وأنه ابن لزواج بشري من جنية وأن هناك لعنة ولابد من ملأ البحيرة بمئات الآلاف من النساء وأنني الرقم الأخير المطلوب للتعداد, ضحكت كما لم أضحك من قبل وقصصت عليه قصتي, حين طلب مني التضحية أخبرته بأنني لست مضحية وماذا عنه؟ سألته التضحية..صمت وما زال كلانا يبحث عن الرقم الأخير للبحيرة الملعونة وما زلنا نسير باللعنة, لسنا جان ولسنا بشر ولا يضحي أحد منا للآخر كما أن البشر تولوا عنا تماما.........

خيانة

كان هناك ثلاث أصدقاء يبحثون عن ساحر يساعدهم في استدعاء روح جد أحدهم والذي كان يصنع من التراب ذهب عن طريق تعويذة سحرية غير معروفة, الأول وهو رامز الحفيد وجد ساحرا عجوزا له باع طويل في استدعاء الأرواح واتفق معه على تقاضي مبلغ بسيط لإعداد الجلسة والثاني وهو سامر وجد ساحرة شابة جميلة اتفقت معه على الزواج منه شرطا لمساعدته والثالث وهو سمير وجد ساحرة عجوز وافقت على الإعداد للجلسة بلا مقابل فيكفيها معرفة التعويذة وطرق استخدامها من الروح فقط وحقها في استخدام التعويذة. تم الإعداد للجلسة واجتمع الخمسة في غرفة بمنزل سامر لاستدعاء الروح وكان الوسيط ساحرته الجميلة, قام سامر وساحرته الجميلة بالاحتيال على الجميع والحصول على السر من الروح والادعاء بأن الجلسة فشلت. بعد انتهاء الجلسة تفرق الجمع في حزن, حاول رامز مرة أخرى مع الكثير من السحرة ولم يفلح في استدعاء الروح أما سمير فقد قرر نسيان الأمر والمضي في حياته, حصلت زوجة سامرعلى التعويذة وتزوجوا وتنعموا بحياة رغدة وسفر ونجاح وسعادة. بعد مرور أربعة أعوام وأثناء رحلة قام بها سامر وزوجته فوجئوا بمقابلة رامز وسمير على متن باخرة متجهة لروما, حاول سامر الهرب منهم ولكن كان رامز وسمير بصحبة ساحر شاب وسيم نجح في تضييق الخناق عليه واقترب منه ذات مساء على سطح الباخرة وأخبره بأنه وجب الاجتماع مع الأصدقاء فقد علموا بخيانته, حاول الهرب ثانية لكن اجتمعوا بالنهاية ولم يجد بدا من الاعتراف بأن زوجته عرفت التعويذة وهي من حرضته علي الهرب وخيانتهم, قهقه الأربعة بصوت عال, رامز الحفيد وسمير الصديق الثالث والساحر الوسيم وأخته الساحرة الجميلة, أخبره الساحر الشاب أنه كان يبحث عن زوج مناسب لأخته فقرر تزويجها منه ثم أنه عرف التعويذة منها وحصل على السر وأنه هو والصديقين الآخرين وأخته الساحرة يملكون اليوم أسطولا من البواخر والعديد من الأعمال التجارية فالذهب وحده لا يعطيك القوة والمكانة الاجتماعية وأنهم جميعا شركاء في هذه الأعمال كما أن باقي السحرة كانوا على علم بالخطة وتقاضوا أجورهم كاملة. صمت سامر مذهولا فأخبره الساحر بأنه سيظل ضيفا عليهم ولن يصبح شريكا نظير خيانته لأصدقائه فالساحر الوسيم يقدر الإخلاص ويكره الخيانة ومع ذلك سمح له بأن يظل زوجا لأخته طالما لا تشعر بالملل وبهذا يتمتع برغد العيش أما في حالة شعورها بالملل منه فسيطلقها وظل سامر بقية حياته مخلصا لزوجته وفيا محاولا تسليتها بأكبر قدر ممكن. 

وهم

بننام ونقوم

ونقوم وننام

ونعبي الوهم في فنطاس أحلام

نعطش نشرب م الهم

نغرق في سراب وكلام

كداب ومجامل

يتعامل

على أنه حقيقة

وتمر عليك الضيقة

وحيد

تشرب تنهيد

أفكار وسهاد

تتعذب تضحك واحد

ومراية وهمك اهي قدامك

غمض عينك أو بحلق

واحد
دور
مش هتلاقي كتير
يمكن..ولا واحد
لو فاضل جنبك واحد
يبقي احمد ربك..الواحد

غيمة المستذئب

غيمة وحيدة
ينشق صدرها عن غصة ممطرة
في ليلة مقمرة
يخرج المستذئبون نحو تلال الغرام القديمة
يبحثون عن أزواج المحبين
يبحثون عن طعم للحياة مرة كل شهر
في زمن للجود قفر
للمستذئبين حق في الحياة
وللمحبين أيضا
لكن من يصدر القرارات 
ومن يوزع الحقوق؟
ربما أنه ذات مساء ما نرتضي جميعا بالمتاح
ونلقي مفاتيح التعجب في آبار النسيان
ونرتضي بتلك الوجوه الحقيقية
التي تمتلكنا
ولو كنا نحن المستذئبين
الباحثين عن تلال المحبين
منتظرين ضربات القدر
التعويذة جيدة ما زالت تعمل
لكن من يجرؤ أن يقرأ؟
يبقى أن تتكرر مئات المرات فيتحول وجهي المستذئب 
ليحمل شيئا من وداعة.